منذ انطلاق جائحة وباء فيروس كورونا مع بداية العام الحالي، و مع إدراك الكثير من الدول أن هذه الأزمة ستطول و يجب التكيف معها، بدأت العديد من هذه الدول في تطوير تطبيقات خاصة بتتبع الحالات و مدى انتشار الوباء و مناطق انتشاره للحد منه و السيطرة عليه، إلا أن التجربة الهندية في هذا المجال تثير الكثيرمن الجدل.
و في الوقت الذي قامت فيه العديد من الدول الديموقراطية في الغرب بإنشاء تطبيقات خاصة بتتبع حركية فيروس كورونا في بلدانها و الحد من انتشاره، فإنها مع ذلك لم تجعل من تحميل هذا التطبيق أمرا واجبا على المواطنين، حيث بإمكانهم حين تطبيق معرفة أمكنة انتشار الوباء و ما إن كان أحد الأشخاص على مقربة منهم قد اصيب به و ما إذا كانوا قد سبق لهم مخالطة أحد المصابين بوباء فيروس كورونا، أما في الهند فإن الأمر مختلف جدا.
حيث تشير التقارير إلى أن الدولة الآسيوية التي يصل تعداد سكانها إلى 1,3 مليار شخص تجبر المواطنين على تحميل التطبيق الجديد تحت ذريعة فقدان العمل أو الغرامة أو حتى السجن، رغم أنها تشير إلى أن تحميل التطبيق يبقى أمرا اختياريا، و تقول التقارير إلى أن أكثر من 50 مليون شخص قاموا بتحميل التطبيق بعد أسبوعين فقط من إطلاقه، متجاوزين بذلك ما نجحت فيه تطبيقات شهيرة، وهو الأمر الذي لقي الكثير من الانتقادات من المعارضة داخل الهند و من جهات خارجية.
و تنتقد العديد من الجهات عدم شفافية الحكومة بشأن هذا التطبيق، خصوصا تتبع المستخدمين من دون رغبتهم، بالإضافة إلى إمكانية مواصلة نفس الممارسة حتى بعد انتهاء الوباء عن طريق هذا التطبيق خصوصا مع عدم وجود اي قانون في الهند بشأن حماية المعطيات الشخصية.
تعليقات
إرسال تعليق